الصدقة هي ما تعطى على وجه التقرب إلى الله تعالى، فتخرج بذلك عن الهدية أو ما يعطى على وجه التواد والمحبة.
حيث إن الرسول صلي الله عليه الصلاة والسلام كان يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة ذلك لأن العبد إنما يقدمها تطهيرا لنفسه وتكفيرا لسيئاته وزيادة درجاته.
الصدقة من أحب الأعمال إلى الله تعالى، لذلك أسرعي أختي الفتاة لتكون حارسك الأمين، والمظلة التي تخفف عنك يوم الحساب، فضلا عن أنها تساعدك في الشفاء من كل الأمراض الجسدية والنفسية.
ويوضح برنامج (رسالتي) المذاع على قناة "الرسالة" الفضائية كيفية نجاة الفتاة المتصدقة يوم الحساب.
والإشارة إلى أن الصدقة ليست في المال فقط، حيث أن الفتاة في عمر الطاقة والحماس لديها الكثير من الطرق والأساليب التي تجعل من الصدقة ما يحميها من بلاء يوم القيامة.
الصدقة للصغار أيضًا:
وتري بعض الفتيات أن الفتاة تجد نفسها فعليا بعيدة عن الصدقة بسب المفهوم العام أن الكبار أو العائلة هم فقط الذين يتصدقون.
إلا أن الفتاة في مرحلة الطاقة قادرة أكثر على التقرب من الله، خاصة أن الرسول حث الفتيات والنساء على الصدقة لإحساسهم المرهف نظرا لأن الرجال عندهم عبادات لا تقوم بها الفتيات.
وفي أحد الأمثلة على تصدق الفتيات، قالت فتاة إنها عندها تجربة واقعية في التصدق.
حيث إنها بدأت التدريس في مدرسة خلال شهر رمضان، وأنها عملت على تنمية الصدقة عند الأطفال فبدأت تترك حصالة بكل فصل، الأمر الذي علم الطلاب التصدق حيث كان معظمهم يتبرع بنصف مصروفه.
وأوضحت الفتاة أنها جمعت أخر رمضان مبلغا كبيرا بفضل تصدق الطلاب.
وأنه كان يجب أن يجزي الطلاب مقابل فعلهم، لذلك اقترحت على إدارة المدرسة تنظيم زيارة لهم إلى جمعية خيرة حتى يروا إلى أين ذهبت أموال تصدقهم، ولكن الطلاب كانوا أكثر تصدقا واقترحوا أن يقدموا ملابس لأطفال الجمعية المحرومين.
وهناك طرق كثيرة للصدقة خاصة أنها باب من أبواب الجنة، فالفتيات بطبعها تحب شراء الملابس واقتناء الحلي والجواهر، فمثلا أن الفتاة التي لديها ملابس ليست في حاجة لها، فمن الممكن أن تتصدق بها لفتاة أخرى محرومة.
وعموما من لا يملك شيء حتى يتصدق به، فأنه لديه وسيلة أخري وهي الابتسامة أو الكلمة الطيبة خاصة أن الأمة الإسلامية خير أمة للناس وانفعها، وأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال إن تبسم المسلم في وجه أخيه المسلم صدقة.
كنز حقيقي:
والصدقة كنز حقيقي، فالله سبحانه وتعالي يحفظ مانح الصدقة في الدنيا ويرفع عنه البلاء ويشفيه من الأمراض، وقال الرسول صلي الله عليه وسلم:(داووا مرضاكم بالصدق).
وقد حدثت قصة حقيقية في الرياض بالسعودية، حيث أصيبت إمرأة بالسرطان فقامت بجلب عاملة لمنزلها حتى تساعدها، إلا أنها لاحظت أن العاملة عندما تتدخل الحمام تتأخر فسألتها صاحبة المنزل فبكت العاملة.
وقالت إن لديها طفل عمرة 4 شهور، وأنها اضطرت للعمل لتعيل الأسرة وأنها تدخل الحمام لكي تخرج اللبن من صدرها، فقالت لها صاحبة المنزل اذهبي فلن تبقي في منزلي بعد اليوم وسأدفع راتبك لمدة سنتين.
ورحلت العاملة لبلدها وعندما قامت هذه السيدة بعمل الفحوصات فتم شفاؤها تماما من مرض السرطان والطبيب لم يصدق ذلك الأمر، إلا أنه لا يوجد شيء فوق مدرة الله أرحم الراحمين.
الرحمة تستجلب رحمة الرحمن، فيحب علينا أن نرحم العاملين والأطفال والبهائم.. وقد ظهرت هذه الرحمة جلية عند أحد الرجال الفقراء حيث كان يتقاسم اللقمة مع الكلب، فسأله سأل لماذا تتقاسم طعامك مع الكلب، فقال الرجل "استحى من نظرة الكلب لي".
أبوابها واسعة:
الصدقة من الصدق وأبوابها واسعة، وهناك بالفعل فتيات متصدقات في كل الأزمنة فمنهن من قامت بالتبرع بأول راتب من عملها لبناء مسجد لوالديها دون أن يعلما ذلك، لتفاجئهم بعد ذلك بهذا الأمر.
وقامت فتاة من عمان بجمع مصروفها لتجهز حياة الجامعة من أجل شراء الكتب والملابس لكن عندما توفت أختها الصغرى انهارت والدتها فقامت الفتاة بشراء تذكرة عمرة لوالدتها من مصروفها التي كانت توفره حتى تخفف عن والدتها وتسأل الله أن يخفف عنها في العمرة.
الصدقة لا يشترط أن تكون من المال فقط فهناك الكثير للتصدق به، حيث قال الرسول للصحابة "هناك الكثير للصدقة، فكل تكبيره وتسبيحه وإماطة الأذى عن الطريق والتبسم في وجه الآخرين والكلمة الطبية من الأفعال التي تعتبر صدقة"، وأضاف الرسول أن هناك زمنا سيأتي يسعي فيه الأشخاص للبحث أو الوصول إلى الصدقة فلن يجدوا.
وطرق الصدقة متعددة للفتاة المسلمة، فالفتاة المتصدقة قد تتكفل بفتيات محرومة عن طريق النت مثلما حدث مع إحدى الفتيات التي كانت تكفل يتيمة عن طريق النت إلا أن هذه الفتاة أصيبت بأزمة قوية.
وكان أخواتها يتعجبون من أنها كانت تقوم كل يوم منشرحة الصدر، وعندما حكت الفتاة لليتيمة التي كانت تكفلها قالت الأخيرة إنها تدعو لها بدعاء "اللهم اشرح صدرك"، ويبدو أن الدعوة استجابت.
الكاتب: رشا محمد
المصدر: موقع محيط